Friday, November 10, 2006

هُدهُد سُلَيمان

... أَحَطتُ بِما لم تُحِط بِهِ ... ) النمل 22)
ِبِسم الله الرحمن الرحيم ( ... فقال أَحَطتُ بِما لم تُحِط بِهِ وجِئتُكَ مِن سَبَإِ بِنَبإ يَقينٍ * إني وَجَدتُ امرَأَةً تَملِكُهُم وأُتيت مِن كُل شَئٍ ولها عَرشٌ عَظيمٌ ... ) النمل 22-23 ( قال ياأيُها الملأ أَيُكُم يَأَتيني بِعرشِها قَبل أَن يأَتوني مُسلِمين ) النمل 38 ( ... قال أنا أتيكَ بِهِ قَبل أَن يرتدَّ إلَيكَ طَرفُكَ ... ) النمل 40 صدق الله العظيم
:التعقيب
1- الآية الأولى الكريمة ( أَحَطتُ بِما لم تُحِط بِهِ ) تُوضِح محدودِية إحاطة سَيدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام بِالرغم مِن ما أعطاه الله تعالى مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ مِن بعدِهِ فقد أفادهُ الهُدهُد بِأنهُ قد أحاط ما لم يحِط بِهِ .2- الآية الثانِية الكريمة ( وأُتيت مِن كُل شَئٍ ) فبِالرغم مِن أن سيدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام قد سُخر لهُ الجِن والريح وكان يملُك ما لم يملُكهُ قبلِهِ ولا بعدِهِ أحدٌ مِن العالمين ... بِالرغم مِن ذلِك قال الهُدهُد ( وأُتيت مِن كُل شَئٍ ) ... ولم يستهجِن مِنهُ سيِدُنا سُلَيمان ... وهذا يدعونا لِلرِجوع إلى النِسبِية ( فكُل شئ ) التي لدي ملِكة سبأ لا تدخُل تحت ( مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ مِن بعدي ) سورة ص الآية 35 .3- الآيتين الثالِثة والرابِعة الكريمتَين ... نفهم طلب سيِدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام أن يأتوه بِعرشِها لِيُريها قُدرتِهِ ، ولكن لِما طلب وتخَير الأسرع في إحضار العرش ؟ستأتي بِلقيس ملِكة سبأ مِن اليمن وهو علَيهِ السلام بالشام وتستغرِق الرِحلة العادِية مِن اليمن إلى الشام شِهور دع عنك رِحلة المِلوك التي يإن الطريق بِثِقَل أحمالِهِم ، فهي تستغرِق شِهور مُضاعفة ( كانت رِحلة قُرَيش بِالشِتاء إلى الشام وبِالصَيف إلى اليمن ) ...فلِما العجلةِ إذن ؟ هل سيظل العرش عِندهُ علَيهِ السلام طوال فِترة الشِهور التي ستستغرِقُها ملِكة سبأ حتى تصل إلَيهِ ؟ وما هي الحِكمة مِن ذلِك ؟ التَوفيق الوحيد -عِندي- هَو أن بِلقيس ملِكة سبأ والتي ( وأُتيت مِن كُل شَئٍ ) ستأتي على بُساطِ الريح في لحظات أو دقائِق أو ساعات على أكثر تقدير ، كما كان يتنقل سيِدُنا سُلَيمان علَيهِ السلام في مملكتِهِ على بِساط الريح .
ولكُم مِني جزيل الشُكر والتقدير والإحتِرام